الطريق المسدود

أسباب الطلاق في مجتمعناإن اسباب الطلاق في مجتمعنا عديدة ومتنوعة، ومن الغلط وضع مقياس واحد ووحيد لنقيس به كل الحالات! باعتقادي ان كل انسان هو فريد ووحيد، ورغم وجود الملايين من البشر، فإني متيقن من ان هناك اضعاف ذلك من التجارب والظروف التي تعصف بالانسان، فمنها التي تصقله وتقويه، واخرى تؤلمه وتغيرّه. من بين بعض العوامل المسببة للطلاق نشّخِص:

1- الغـش:في بعض الاحيان يلجأ احد الطرفين، أو كلاهما، الى الغش، والكذب، والخداع، في فترة الخطوبة كما وبعد الزواج ايضاً. إن الكذب يشوه العلاقة بين الخطيبين، اما تغليف الوقائع أو التغطية عليها فهو لخطأ جسيم يُدفع ثمنه عاجلاً أم آجلاً ! مما يلحق ضرراً بالحياة الزوجية ويترك ثقلاً عليها. مثال على الغش هو عدم الاعتراف على الادمان على الكحول أو المخدرات، أو القمار، أو عدم الاعتراف بعلاقات خاصة قبل وبعد الزواج ...الخ، وكيفية تجاوزها ومسامحة الطرف الاخر.
2- تدخّل الاهل والاصدقاء:هنا يختلف موقف الاهل بين متفرج وبين مشجع! فمن الاهل من لا حول ولا قوة له في التأثير على اولاده وتكون النتيجة: همٌ وغمٌ، واحياناً مرضٌ وكآبةٌ من جراء الوضع الذي يعيشونه بسبب ابنائهم. النوع الثاني هو من يحارب الطرف الاخر، فيدفع حياة ابنائه الى التعاسة ويشجعهم على الطلاق. وللاسف بدأت هذه الحالات الاخيرة بالازدياد، وهي تحدث في وضح النهار! اما الاصدقاء فمنهم الجيد والصالح، الذي يحاول ان يقدم النصيحة والمشورة اللازمة، ومنهم الرديء الذي يحاول ان يدفع رفيقه الى الهاوية، فيغير مسيرة حياته ويحوله الى انسان اخر غريب عن الجميع حتى عن عائلته، وما اكثرهم في ايامنا!
3- الزواجات البعيدة جغرافيا:في العقدين الاخيرين تبين إن الزواجات بعيدة المدى (بين اثنين ينتميان الى مناطق جغرافية متباعدة جدا) لها حظ اقل في الاستمرار والديمومة. اسباب ذلك عديدة منها: جهل الطرفين بالظروف الاجتماعية والثقافية لبيئة الاخر، وعدم توفر الفرصة الكافية للتعرف على حقيقة شخصية الاخر، ومناقشة الامور التي تخصهم لبناء عشهم بها.
4- عدم النضج والانانية:رغم استمرار الزواج لسنين، فإن عدم النضج والانانية يبقيان وللاسف ملازمين للزوجين. انه يُنسيهما واجباتهما الزوجية والعائلية والتزاماتهما الواحد تجاه الاخر وتجاه الاولاد. إن عدم النضج والانانية يقودان الزوجين الى تصرفات غير مدروسة وغير مقبولة، ومثال ذلك: جريمة الخيانة الزوجية، إذ يترك أحد الطرفين العائلة والاولاد دون رعاية أو اهتمام ويركض وراء الخيال. هكذا يتناسيان دور التضحية والصراحة في الحياة الزوجية فيصبحان أقل وعياً وتحملاً لمسؤولية الابوة والامومة.
5- المال:للمال شأنه في نفوس الناس، فمنهم من لا يكترث له ومنهم من يعبده! هكذا فللمال دورٌ في الحياة الزوجية والعائلية ايضاً. فكم من طلاقات تتم من جراء التقتير أو عدم الانفاق، او بالعكس بتبذير كل المال المدّخر سواء في لعب القمار أم في قضايا ملتوية وغيرها. كما ويحدث ان يتمادى الطرفان في التحدث عن المشاكل المالية قبل مناقشة قضايا الاولاد ومستقبلهم، فيغدو الجميع بالتالي ضحية المال!
نتائج وتأثيرات الطلاق: سنقف الان على البعض من نتائج وعواقب الطلاق. إن الاطراف المعنية بالطلاق هي الزوجان أولاً بالطبع، والاولاد ثانياً في حال يكونان قد أنجبا اطفالا!
1- الزوجان: يبادر على الاغلب احد الطرفين، أو كلاهما، الى البحث عن شريك اخر للحياة، كما ويحاول عقد زواج ثانٍ بسرعة قصوى، قد يكون سببه الانتقام من الشريك الاول، والتاكيد له بانه لا زال محبوباً وناجحاً، وبأنه لا يحتاج لشخص ينغّص عليه حياته كالشريك الاول! هذا وقد اثبتت احصائيات الزواج في امريكا بأن فرصة نجاح الزواجات الثانية هي 50% فقط.
2- الاولاد: يدور الاولاد في دوامة نفسية، فمنهم من يميل الى الاب، ومنهم من يفضل الام، متمنين أن يعود والداهما الى بعضهما ولكن بلا فائدة... ما يشكل عندهم نوعا من الانفصام في الشخصية والسلوك، ويرسم صورة غير واضحة لمفهوم العائلة الواحدة. قد يصاب بعضهم بالحزن، والكآبة، والعصبية، والرغبة في العنف، وذلك من جراء فقدانهم للحنان خاصة في فترة التنشئة الاولى. في حالات اخرى يجد الاولاد في زوجة الاب أو في زوج الام الحنان الذي خسروه من أبيهم غير المهتم، أم من أمهم الساهية عنهم!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

المصحف الالكترونى

اخترنا لحضراتكم